فوزي صبحي سمعان
خادم كنيسة (ماري جرجس ) بمدينة الزقازيق
وأخته ووالده وزوج أخته
( يعتنقون الإسلام
قبل أن يصبح قسيساً
وبعد سنوات من البحث والشك ، سجد كما يسجد المسلمون ، ثم بكى بحرقة وابتهل إلى رب الخلق أجمعين قائلاً : ربي .. أنت تعلم أنني في حيرة شديدة فإن كانت النصرانية هي الحق فاجعل روح القدس تحل عليّ الآن .. وإن كان الإسلام هو الحق فأدخله في قلبي.
يقول : لم أرفع رأسي من السجود إلا وصدري قد انشرح للإسلام.
فوزي صبحي سمعان
بعد أن شرح الله صدره إلى الإسلام واجه القس بشكوكه في حقيقة ما آلت إليه النصرانية، وألقى عليه بعض التساؤلات .. لم يجبه القس ولكن سأله : هل تقرأ القرآن؟ قال : نعم ، غضب القس غضباً شديداً ، وصرخ في وجهه قائلاً : نحن فقط الذين نقرأ القرآن أما أنت والعامة فلا..
فخرج فوزي من الكنيسة ولم يدخلها مجدداً
فوزي صبحي سمعان
قدر الله أن ينسى والديه أن يصنعوا له صليباً على يده وهو طفلاً ، وشاء الله أن يهديه إلى الحق ليصبح فيما بعد داعية إلى الحق
يقول :
عشت تسع سنوات بين نفسي المتمردة والهروب منها .. قارنت بين الإسلام والنصرانية .. بين الأناجيل والقرآن وكانت الغلبة للحقيقة والنور .. كيف يقبل إله ـ كما يزعمون ـ أن يصلبه عبد من عباده، أليس في هذا مجافاة للمنطق و تقليلاً بل و امتهاناً لقيمة ذلك الإله الذي يعبدونه من دون الله الحق؟.
علمت أسرته بخبر اعتناقه الإسلام ، ووقفت تجاهه موقفاً شديداً ساندتهم فيه الكنيسة وبقية النصارى الذين ساءهم أن يشهر أحد الذين يؤهلونهم ليكون قساً إسلامه ، فهرب بعيداً عن بطشهم ولزم الدعاء لأهله بالهداية.
استيقظ ذات يوم على صوت طرقات على باب شقته، وحين فتح الباب وجد شقيقته أمامه تبكي فرحاً و تعلن رغبتها في اعتناق الإسلام .. ثم لم يلبث أن جاء والده بعد فترة ولحق بابنه وابنته على طريق الحق وتزوجت أخته من شاب كان نصرانياً وأسلم.
والده
توفاه الله بعد إسلامه بعام ونصف.
أخته
حفظت القرآن ودرست علوم الدين وبدأت في تعليم نساء المسلمين صحيح الإسلام.
زوج أخته
حفظ القرآن ودرس العلم الشرعي و صار داعية وعمل إماماً لأحد المساجد.
فوزي صبحي سمعان
أو _ الشيخ فوزي المهدي بعد الإسلام
حفظ القرآن الكريم ودرس الفقه وأصول الدين وأصبح إماماً مميزاً وخطيباً مفوهاً ومدرساً لمادة الدين الإسلامي، وله عشرات الخطب والدروس الإسلامية، وكان يمشي للمسجد في مصر وكلما رأى قوم لا يصلون كان يعظهم ويذكرهم، ويقول لهم : أسمعتم الاذان ؟ هيا إلى الصلاة
توفي الشيخ فوزي المهدي "رحمة الله عليه" العام الماضي في صمت
اسألكم بالله العظيم ألا تنسوه من صالح دعائكم
-------------------
::: رجال ونساء أسلموا :::
66-القس المصري فوزي صبحي سمعان أصبح معلماً للدين الإسلامي
كانت أمنية فوزي صبحي سمعان منذ صغره أن يصبح قساً يقَبِّل الناس يده و يعترفون له بخطاياهم لعله يمنحهم صك الغفران و يغسل ذنوبهم بسماعه الاعتراف ... و لذا كان يقف منذ طفولته المبكرة خلف قس كنيسة ماري جرجس بمدينة الزقازيق ـ عاصمة محافظة الشرقية بمصر ـ يتلقى منه العلم الكنسي ، و قد أسعد والديه بأنه سيكون خادماً للكنيسة ليشب نصرانياً صالحاً طبقاً لاعتقادهما .
و لم يخالف الفتى رغبة والديه في أن يكون خادماً للكنيسة يسير وراء القس حاملاً كأس النبيذ الكبيرة أو دم المسيح كما يدعون ليسقي رواد الكنيسة و ينال بركات القس .
لم يكن أحد يدري أن هذا الفتى الذي يعدونه ليصير قساً سوف يأتي يوم يكون له شأن آخر غير الذي أرادوه له ، فيتغير مسار حياته ليصبح داعية إسلامياً .
يذكر فوزي أنه برغم إخلاصه في خدمة الكنيسة فإنه كانت تؤرقه ما يسمونها أسرار الكنيسة السبعة و هي : التعميد ، و الاعتراف ، و شرب النبيذ ، و أكل لحم المسيح ، و الأب ، و الابن ، و الروح القدس ... و أنه طالما أخذ يفكر ملياً في فكرة الفداء أو صلب المسيح ـ عليه السلام ـ افتداءً لخطايا البشرية كما يزعم قسس النصارى و أحبارهم ، و أنه برغم سنه الغضة فإن عقله كان قد نضج بدرجة تكفي لأن يتشكك في صحة حادثة الصلب المزعومة ، و هي أحد الأركان الرئيسية في عقيدة النصارى المحرفة ، ذلك أنه عجز عن أن يجد تبريراً واحداً منطقياً لفكرة فداء خطايا البشرية ، فالعدل و المنطق السليم يقولان بأن لا تزر وازرة وزر أخرى ، فليس من العدل أو المنطق أن يُعَذَّب شخص لذنوب ارتكبها غيره .. ثم لماذا يفعل المسيح عليه السلام ذلك بنفسه إذا كان هو الله و ابن الله كما يزعمون؟! .. ألم يكن بإمكانه أن يغفر تلك الخطايا بدلاً من القبول بوضعه معلقاً على الصليب؟!
ثم كيف يقبل إله ـ كما يزعمون ـ أن يصلبه عبد من عباده ، أليس في هذا مجافاة للمنطق و تقليلاً بل و امتهاناً لقيمة ذلك افله الذي يعبدونه من دون الله الحق؟ .. و أيضاً كيف يمكن أن يكون المسيح عليه السلام هو الله و ابن الله في آن واحد كما يزعمون؟!
كانت تلك الأفكار تدور في ذهن الفتى و تتردد في صدره ، لكنه لم يكن وقتها قادراً على أن يحلل معانيها أو يتخذ منها موقفاً حازماً ، فلا السن تؤهله لأن يتخذ قراراً و لا قدراته العقلية تسمح له بأن يخوض في دراسة الأديان ليتبين الحقائق واضحة ، فلم يكن أمامه إلا أن يواصل رحلته مع النصرانية و يسير وراء القسس مردداً ما يلقنونه له من عبارات مبهمة .
و مرت السنوات ، و كبر فوزي و صار رجلاً ، و بدأ في تحقيق أمنيته في أن يصير قساً يشار إليه بالبنان ، و تنخني له رؤوس الصبية و الكبار رجالاً و نساءً ليمنحهم بركاته المزعومة و يجلسون أمامه على كرسي الاعتراف لينصت إلى أدق أسرار حياتهم و يتكرم عليهم بمنحهم الغفران نيابةً عن الرب !!!
و لكن كم حسدهم على أنهم يقولون ما يريدون في حين أنه عاجز عن الاعتراف لأحد بحقيقة التساؤلات التي تدور بداخله و التي لو علم بها الآباء القسس الكبار لأرسلوا به إلى الدير أو قتلوه .
و يذكر فوزي أيضاً أنه كثيراً ما كان يتساءل :
إذا كان البسطاء يعترفون للقس ، و القس يعترف للبطريرك ، و البطريرك يعترف للبابا ، و البابا يعترف لله ، فلماذا هذا التسلسل غير المنطقي ؟ ... و لماذا لا يعترف الناس لله مباشرةً و يجنبون أنفسهم شر الوقوع في براثن بعض المنحرفين من القسس الذين يستغلون تلك الاعترافات في السيطرة على الخاطئين و استغلالهم في أمور غير محمودة ؟!
لقد كان القس الشاب يحيا صراعاً داخلياً عنيفاً ، عاش معه لمدة تصل إلى تسعة أعوام ، كان حائراً بين ما تربى عليه و تعلمه في البيت و الكنيسة ، و بين تلك التساؤلات العديدة التي لم يستطع أن يجد لها إجابة برغم دراسته لعلم اللاهوت و انخراطه في سلك الكهنوت ... و عبثاً حاول أن يقنع نفسه بتلك الإجابات الجاهزة التي ابتدعها الأحبار قبل قرون و لقنوها لخاصتهم ليردوا بها على استفسارات العامة برغم مجافاتها للحقيقة و المنطق و العقل .
لم يكن موقعه في الكنيسة يسمح له أن يسأل عن دين غير النصرانية حتى لا يفقد مورد رزقه و ثقة رعايا الكنيسة ، فضلاً عن أن هذا الموقع يجبره على إلقاء عظات دينية هو غير مقتنع بها أصلاً لإحساسه بأنها تقوم على غير أساس ، و لم يكن أمامه إلا أن يحاول وأد نيران الشك التي ثارت في أعماقه و يكبتها ، حيث إنه لم يملك الشجاعة للجهر بما يهمس به لنفسه سراً خيفة أن يناله الأذى من أهله و الكنيسة ، و لم يجد أمامه في حيرته هذه إلا أن ينكب بصدق و حماسة سراً على دراسة الأديان الأخرى .
و بالفعل أخذ يقرأ العديد من الكتب الإسلامية ، فضلاً عن القرآن الكريم الذي أخذ يتفحصه في اطلاع الراغب في استكشاف ظواهره و خوافيه ، و توقف و دمعت عيناه و هو يقرأ قوله تعالى :
{ و إذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني و أميَ إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما نفسك إنك أنت علام الغيوب (116) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم و كنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت على كل شئٍ شهيد } [المائدة:116 ، 117]
قرأ فوزي تلك الكلمات و أحس بجسده يرتعش ، فقد وجد فيها الإجابات للعديد من الأسئلة التي طالما عجز عن إيجاد إجابات لها ، و جاء قوله تعالى :
{ إن مَثَلَ عيسى عند الله كمَثَل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون } [آل عمران:59]
لقد وجد أن القرآن الكريم قدم إيضاحات لم يقرأها في الأناجيل المحرفة المعتمدة لدى النصارى . إن القرآن يؤكد بشرية عيسى عليه السلام و أنه نبي مرسل لبني إسرائيل و مكلف برسالة محددة كغيره من الأنبياء .
كان فوزي خلال تلك الفترة قد تم تجنيده لأداء الخدمة العسكرية و أتاحت له هذه الفترة فرصة مراجعة النفس ، و قادته قدماه ذات يوم لدخول كنيسة في مدينة الإسماعيلية ، و وجد نفسه ـ بدون أن يشعر ـ يسجد فيها سجود المسلمين ، و اغرورقت عيناه بالدموع و هو يناجي ربه سائلاً إياه أن يلهمه السداد و يهديه إلى الدين الحق .. و لم يرفع رأسه من سجوده حتى عزم على اعتناقه الإسلام ، و بالفعل أشهر إسلامه بعيداً عن قريته و أهله خشية بطشهم و إيذائهم ، و تسمى باسم فوزي صبحي عبد الرحمن المهدي .
و عندما علمت أسرته بخبر اعتناقه الإسلام وقفت تجاهه موقفاً شديداً ساندتهم فيه الكنيسة و بقية الرعايا النصارى الذين ساءهم أن يشهر إسلامه ، في حين كان فوزي في الوقت نفسه يدعو ربه و يبتهل إليه أن ينقذ والده و إخوته و يهديهم للإسلام ، و قد ضاعف من ألمه أن والدته قد ماتت على دين النصرانية .
و لأن الدعاء مخ العبادة فقد استجاب الله لدعاء القلب المؤمن ، فاستيقظ ذات يوم على صوت طرقات على باب شقته ، و حين فتح الباب وجد شقيقته أمامه تعلن رغبتها في اعتناق الإسلام .. ثم لم يلبث أن جاء والده بعد فترة و لحق بابنه و ابنته على طريق الحق .
و من الطريف أن يعمل فوزي ـ الآن ـ مدرساً للدين الإسلامي في مدارس منارات جدة بالمملكة العربية السعودية .. أما والده فقد توفاه الله بعد إسلامه بعام و نصف .. و تزوجت شقيقته من شاب نصراني هداه الله للإسلام فاعتنقه و صار داعية له ، و هو يعمل حالياً إماماً لأحد المساجد بمدينة الدوحة بدولة قطر حيث يعيش مع زوجته حياة أسرية سعيدة .
مجلة الفيصل ـ عدد أكتوبر 1992 (بتصرف)